وَكَانَ أَحْمَدُ كَرِيمًا، جَوَادًا، شُجَاعًا، حَسَنَ الْعِشْرَةِ، كَثِيرَ الْبِرِّ لِإِخْوَانِهِ الَّذِينَ صَحِبُوهُ قَبْلَ إِمَارَتِهِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ لَهُمْ عَمَّا كَانَ يَفْعَلُهُ مِنَ التَّوَاضُعِ وَالْآدَابِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
(وَفِيهَا وَلِيَ الْقَضَاءَ عَلِيُّ بْنُ) مُحَمَّدِ [بْنِ] أَبِي الشَّوَارِبِ.
وَفِيهَا سَارَ الْحُسَيْنُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ إِلَى الْجَبَلِ فِي صَفَرٍ.
وَفِيهَا مَاتَ الصَّلَانِيُّ وَالِي الرَّيِّ، وَوَلِيَهَا كَيْغَلَغُ.
وَفِيهَا نُهِبَ ابْنُ زَيْدَوَيْهِ الطَّبِيبُ.
وَمَاتَ صَالِحُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ الْمَنْصُورِ.
وَوَلِيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَضَاءَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ مِنْ بَغْدَاذَ، فَصَارَ لَهُ قَضَاءُ الْجَانِبَيْنِ.
وَفِيهَا تَنَافَرَ أَبُو أَحْمَدَ الْمُوَفَّقُ، وَأَحْمَدُ بْنُ طُولُونَ أَمِيرُ دِيَارِ مِصْرَ، وَصَارَ بِهِ بَيْنَهُمَا وَحْشَةٌ مُسْتَحْكِمَةٌ، وَتَطَلَّبَ الْمُوَفَّقُ مَنْ يَتَوَلَّى الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ، فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا ; لِأَنَّ ابْنَ طُولُونَ كَانَتْ خَدَمُهُ وَهَدَايَاهُ مُتَّصِلَةٌ إِلَى الْقُوَّادِ بِالْعِرَاقِ، وَأَرْبَابِ الْمَنَاصِبِ، فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يَتَوَلَّاهَا، فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ طُولُونَ يُهَدِّدُهُ بِالْعَزْلِ، فَأَجَابَهُ جَوَابًا (فِيهِ بَعْضُ الْغِلْظَةِ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ الْمُوَفَّقُ مُوسَى بْنَ بُغَا فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، فَسَارَ إِلَى الرَّقَّةِ) .
وَبَلَغَ الْخَبَرُ ابْنَ طُولُونَ، فَحَصَّنَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ، وَأَقَامَ ابْنُ بُغَا عَشَرَةَ أَشْهُرٍ بِالرَّقَّةِ،