الْمَيْمَنَةِ مَسْرُورًا الْبَلْخِيَّ، وَفِي الْمَيْسَرَةِ يَارْكُوجَ، وَوَقَفَ هُوَ فِي الْقَلْبِ مَعَ أَسَارْتَكِينَ وَطَبَايْغُوَا، وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْقُوَّادِ، فَأَمَرَ بِقَتْلِ بَايِكْبَاكَ، وَأَلْقَى رَأْسَهُ إِلَيْهِمْ عَتَّابُ بْنُ عَتَّابٍ، فَحَمَلُوا عَلَى عَتَّابٍ فَقَتَلُوهُ، وَعَطَفَتْ مَيْمَنَةُ الْمُهْتَدِي وَمَيْسَرَتُهُ بِمَنْ فِيهَا مِنَ الْأَتْرَاكِ، فَصَارُوا مَعَ إِخْوَانِهِمُ الْأَتْرَاكِ، فَانْهَزَمَ الْبَاقُونَ عَنِ الْمُهْتَدِي، وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ.
فَقِيلَ: قُتِلَ سَبْعُمِائَةٍ وَثَمَانُونَ رَجُلًا، وَقِيلَ: قُتِلَ مِنَ الْأَتْرَاكِ نَحْوُ أَرْبَعَةِ آلَافٍ.
وَقِيلَ: أَلْفَانِ.
وَقِيلَ: أَلْفٌ.
وَقِيلَ مِنْ أَصْحَابِ الْمُهْتَدِي خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَوَلَّى مُنْهَزِمًا، وَبِيَدِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يُنَادِي: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ! أَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَاتِلُوا عَنْ خَلِيفَتِكُمْ! فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَامَّةِ إِلَى ذَلِكَ، فَسَارَ إِلَى بَابِ السِّجْنِ، فَأَطْلَقَ مَنْ فِيهِ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُمْ يُعِينُونَهُ، فَهَرَبُوا وَلَمْ يُعِنْهُ أَحَدٌ، فَسَارَ إِلَى دَارِ أَحْمَدَ بْنِ جَمِيلٍ صَاحِبِ الشُّرْطَةِ، فَدَخَلَهَا وَهُمْ فِي أَثَرِهِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَأَخْرَجُوهُ، وَسَارُوا بِهِ إِلَى الْجَوْسَقِ عَلَى بَغْلٍ فَحُبِسَ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ خَاقَانَ، (وَقَبَّلَ الْمُهْتَدِي يَدَهُ، فِيمَا قِيلَ، مِرَارًا عَدِيدَةً) ، وَجَرَى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَهُوَ مَحْبُوسٌ، كَلَامٌ كَثِيرٌ أَرَادُوهُ فِيهِ عَلَى الْخَلْعِ، فَأَبَى وَاسْتَسْلَمَ لِلْقَتْلِ، فَقَالُوا: إِنَّهُ كَتَبَ بِخَطِّهِ رُقْعَةً لِمُوسَى بْنِ بُغَا، وَبَايِكْبَاكَ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْقُوَّادِ، أَنَّهُ لَا يَغْدِرُ بِهِمْ، وَلَا يَغْتَالُهُمْ، وَلَا يَفْتِكُ بِهِمْ، وَلَا يَهُمُّ بِذَلِكَ، وَأَنَّهُ مَتَى فَعَلَ ذَلِكَ فَهُمْ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِهِ، وَالْأَمْرُ إِلَيْهِمْ (يُقْعِدُونَ مَنْ) شَاءُوا.
فَاسْتَحَلُّوا بِذَلِكَ تَقَضِّيَ أَمْرِهِ، فَدَاسُوا خَصْيَتَيْهِ، وَصَفَقُوهُ فَمَاتَ، وَأَشْهَدُوا عَلَى