بِالسُّكَيْرِ مِنْ أَرْضِ بَنِي تَغْلِبَ، فَقُتِلَ بَيْنَهُمَا جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، فَانْهَزَمَ مُحَمَّدٌ وَنُهِبَ مَتَاعُهُ.
وَفِيهَا غَزَا بَلْكَاجُورُ الرُّومَ، فَفَتَحَ مَطْمُورَةَ، وَغَنِمَ غَنِيمَةً كَثِيرَةً، وَأَسَرَ جَمَاعَةً مِنَ الرُّومِ.
وَفِيهَا ظَهَرَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ مِنَ الطَّالِبِيِّينَ اسْمُهُ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ [عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ] عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَاسْتَخْلَفَ بِهَا مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يُكَنَّى أَبَا أَحْمَدَ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ الْمُسْتَعِينُ مُزَاحِمَ بْنَ خَاقَانَ، وَكَانَ الْعَلَوِيُّ بِسَوَادِ الْكُوفَةِ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَمِنَ الزَّيْدِيَّةِ، وَأَجْلَى عَنْهَا عَامِلَ الْخَلِيفَةِ وَهُوَ أَحْمَدُ بْنُ نُضَيْرِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيِّ إِلَى قَصْرِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، وَاجْتَمَعَ مُزَاحِمٌ وَهِشَامُ بْنُ أَبِي دُلَفَ الْعِجْلِيُّ، فَسَارَ مُزَاحِمٌ إِلَى الْكُوفَةِ، فَحَمَلَ أَهْلَ الْكُوفَةِ الْعَلَوِيَّةِ عَلَى قِتَالِهِمَا، وَوَعَدَهُمُ النُّصْرَةَ، فَتَقَدَّمَ مُزَاحِمٌ وَقَاتَلَهُمْ، وَكَانَ قَدْ سَيَّرَ قَائِدًا مَعَهُ جَمَاعَةٌ، فَأَتَى أَهْلَ الْكُوفَةِ مِنْ وَرَائِهِمْ، فَأَطْبَقُوا عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ وَاحِدٌ، وَدَخَلَ الْكُوفَةَ، فَرَمَاهُ أَهْلُهَا بِالْحِجَارَةِ، فَأَحْرَقَهَا بِالنَّارِ، فَاحْتَرَقَ مِنْهَا سَبْعَةُ أَسْوَاقٍ حَتَّى خَرَجَتِ النَّارُ إِلَى السَّبِيعِ، ثُمَّ هَجَمَ عَلَى الدَّارِ الَّتِي فِيهَا الْعَلَوِيُّ، فَهَرَبَ، وَأَقَامَ مُزَاحِمٌ بِالْكُوفَةِ، فَأَتَاهُ كِتَابُ الْمُعْتَزِّ يَدْعُوهُ إِلَيْهِ، فَسَارَ إِلَيْهِ.
وَفِيهَا ظَهَرَ إِنْسَانٌ عَلَوِيٌّ بِنَاحِيَةِ نِينَوَى مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ، فَلَقِيَهُ هِشَامُ بْنُ أَبِي دُلَفٍ