وَفِيهَا مُطِرَ أَهْلُ بَغْدَادَ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا، حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ فَوْقَ الْأَجَاجِيرِ، وَصَلَّى الْمُتَوَكِّلُ صَلَاةَ الْفِطْرِ بِالْجَعْفَرِيَّةِ.
وَوَرَدَ الْخَبَرُ أَنَّ سِكَّةً بِنَاحِيَةِ بَلْخٍ تُعْرَفُ بِسِكَّةِ الدَّهَّاقِينِ مُطِرَتْ دَمًا عَبِيطًا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيْنَبِيُّ.
وَضَحَّى أَهْلُ سَامَرَّا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ عَلَى الرُّؤْيَةِ، وَأَهْلُ مَكَّةَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ.
(وَفِيهَا سَارَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ، فِي جُيُوشٍ عَظِيمَةٍ، وَأُهْبَةٍ كَثِيرَةٍ، إِلَى بَلَدِ بَنبَلُونَةَ، فَوَطِئَ بِلَادَهَا، وَدَوَّخَهَا، وَخَرَّبَهَا، وَنَهَبَهَا وَقَتَلَ فِيهَا، فَأَكْثَرَ، وَافْتَتَحَ حِصْنَ فَيْرُوسَ، وَحِصْنَ فَالْحُسْنَ (؟) ، وَحِصْنَ الْقَشْتَلِ، وَأَصَابَ فِيهِ فُرْتُونُ بْنُ غَرْسِيَه، فَحَبَسَهُ بِقُرْطُبَةَ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ عُمْرُهُ لَمَّا مَاتَ سِتًّا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
وَكَانَ مُقَامُ مُحَمَّدٍ بِأَرْضِ بَنْبَلُونَةَ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا) .
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ دِعْبَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيُّ الشَّاعِرُ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ السَّرِّيُّ بْنُ مُعَاذٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالرَّيِّ، وَكَانَ أَمِيرًا عَلَيْهَا، حَسَنَ السِّيرَةِ، مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ.