آلَافٍ، وَكَانَ دُخُولُهُمْ مِنْ نَاحِيَةِ إِبْرِيقِ قَرْيَةِ قَرِيبَاسَ ثُمَّ رَجَعُوا، فَخَرَجَ قَرِيبَاسُ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَقْطَعُ، وَقَوْمٌ مِنَ الْمُتَطَوِّعَةِ فِي آثَارِهِمْ، فَلَمْ يَلْحَقُوهُمْ، فَكَتَبَ الْمُتَوَكِّلُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْأَرْمَنِيِّ أَنْ يَسِيرَ إِلَى بِلَادِهِمْ شَاتِيًا.
وَفِيهَا قَتَلَ الْمُتَوَكِّلُ رَجُلًا عَطَّارًا، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، فَمَكَثَ مُسْلِمًا سِنِينَ كَثِيرَةً، ثُمَّ ارْتَدَّ، وَاسْتُتِبَ فَأَبَى الرُّجُوعَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقُتِلَ وَأُحْرِقَ.
وَفِيهَا سَيَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْأَنْدَلُسِ جَيْشًا إِلَى بَلَدِ الْمُشْرِكِينَ، فَدَخَلُوا إِلَى بَرْشِلُونَةَ، وَحَارَبَ قِلَاعَهَا وَجَازَهَا إِلَى مَا وَرَاءَ أَعْمَالِهَا، فَغَنِمُوا كَثِيرًا، وَافْتَتَحُوا حِصْنًا مِنْ أَعْمَالِ بَرْشِلُونَةَ يُسَمَّى طِرَاجَةَ، وَهُوَ مِنْ آخِرِ حُصُونِ بَرْشِلُونَةَ) .
[الْوَفَيَاتُ]
(وَفِيهَا مَاتَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَغْلَبِ أَمِيرُ إِفْرِيقِيَّةَ عَاشِرَ الْمُحَرَّمِ، كَانَ عُمْرُهُ سِتًّا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَغْلَبِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ) .
وَفِيهَا مَاتَ أَبُو حَسَّانَ الزِّيَادِيُّ قَاضِي الشَّرْقِيَّةِ.