أَبْوَابِ دُورِهِمْ صُوَرُ شَيَاطِينَ مِنْ خَشَبٍ، وَنَهَى أَنْ يُسْتَعَانَ بِهِمْ فِي أَعْمَالِ السُّلْطَانِ، وَلَا يُعَلِّمُهُمْ مُسْلِمٌ، وَأَنْ يُظْهِرُوا فِي شَعَانِينِهِمْ صَلِيبًا، وَأَنْ يَسْتَعْمِلُوهُ فِي الطَّرِيقِ، وَأَمَرَ بِتَسْوِيَةِ قُبُورِهِمْ مَعَ الْأَرْضِ، وَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى الْآفَاقِ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْعَبٍ) الْمُصْعَبِيُّ، (وَهُوَ ابْنُ أَخِي طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ) ، وَكَانَ صَاحِبَ الشُّرْطَةِ (بِبَغْدَاذَ أَيَّامَ الْمَأْمُونِ، وَالْمُعْتَصِمِ، وَالْوَاثِقِ، وَالْمُتَوَكِّلِ) ، وَلَمَّا مَرِضَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمُتَوَكِّلُ ابْنَهُ الْمُعْتَزَّ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْقُوَّادِ يَعُودُونَهُ، وَجَزِعَ الْمُتَوَكِّلُ لِمَوْتِهِ.
وَفِيهَا مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ، كَانَ شَرِبَ دَوَاءً، فَأَفْرَطَ عَلَيْهِ، فَحُبِسَ الطَّبْعُ، فَمَاتَ، وَكَانَ مَوْتُهُ وَمَوْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَقِيلَ: مَاتَ الْحَسَنُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ.
[بَقِيَّةُ الْحَوَادِثِ]
وَفِيهَا فِي ذِي الْحِجَّةِ تَغَيَّرَ مَاءُ دِجْلَةَ إِلَى الصُّفْرَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَفَزِعَ النَّاسُ، ثُمَّ صَارَ فِي لَوْنِ مَاءِ الْمُدَوِّدِ.
وَفِيهَا أَتَى الْمُتَوَكِّلُ يَحْيَى بْنَ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ (بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ) . (وَكَانَ قَدْ جَمَعَ جَمْعًا بِبَعْضِ النَّوَاحِي، فَأُخِذَ) ، وَحُبِسَ، وَضُرِبَ.