(وَفِيهَا غَرِقَ كَثِيرٌ مِنَ الْمَوْصِلِ [وَهَلَكَ] فِيهَا خَلْقٌ، قِيلَ: كَانُوا نَحْوَ مِائَةِ أَلْفِ إِنْسَانٍ، وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْمَطَرَ جَاءَ بِهَا عَظِيمًا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، بِحَيْثُ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِهَا جَعَلَ سَطْلًا عُمْقُهُ ذِرَاعٌ فِي سِعَةِ ذِرَاعٍ، فَامْتَلَأَ ثَلَاثَ دُفُعَاتٍ فِي نَحْوِ سَاعَةٍ، وَزَادَتْ دِجْلَةُ زِيَادَةً عَظِيمَةً، فَرَكِبَ الْمَاءَ الرَّبَضَ الْأَسْفَلَ، وَشَاطِئَ نَهْرِ سُوقِ الْأَرْبِعَاءَ، فَدَخَلَ كَثِيرًا مِنَ الْأَسْوَاقِ، فَقِيلَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمَوْصِلِ، وَهُوَ غَانِمُ بْنُ حُمَيْدٍ الطُّوسِيُّ، كَفَّنَ ثَلَاثِينَ أَلْفًا، وَبَقِيَ تَحْتَ الْهَدْمِ خَلْقٌ كَثِيرٌ لَمْ يَحْمِلُوا سِوَى مَنْ حَمَلَهُ الْمَاءُ) .
(وَفِيهَا أَمَرَ الْوَاثِقُ بِتَرْكِ أَعْشَارِ سُفُنِ الْبَحْرِ) .
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيُّ، مُصَنِّفُ الصَّوَايِفَ وَغَيْرِهَا، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ.
وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْأَثْرَمُ النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ، أَخَذَ الْعِلْمَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَالْأَصْمَعِيِّ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَمْرُو النَّاقُّ.