صَاحِبِ الْأَنْدَلُسِ، يُعْلِمُهُ ذَلِكَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْأُمَوِيُّ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ جَزَاءً لَهُ عَلَى فِعْلِهِ.
وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَغْلَبِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ غُرَّةَ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ.
ذِكْرُ وِلَايَةِ ابْنِهِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ أَحْمَدَ
لَمَّا (تُوُفِّيَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَغْلَبِ) وَلِيَ الْأَمْرَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ أَحْمَدُ، وَأَحْسَنَ السِّيرَةَ مَعَ الرَّعِيَّةِ، وَأَكْثَرَ الْعَطَاءَ لِلْجُنْدِ، وَبَنَى بِأَرْضِ إِفْرِيقِيَّةَ عَشْرَةَ آلَافِ حِصْنٍ بِالْحِجَارَةِ وَالْكِلْسِ، وَأَبْوَابِ الْحَدِيدِ، وَاشْتَرَى الْعَبِيدَ، وَلَمْ يَكُنْ فِي أَيَّامِهِ ثَائِرٌ يُزْعِجُهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ سَبْعَ سِنِينَ وَعَشَرَةَ أَشْهُرٍ (وَاثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا، وَكَانَ عُمْرُهُ ثَمَانِيةً وَعِشْرِينَ سَنَةً) .
ذِكْرُ وِلَايَةِ أَخِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ زِيَادَةِ اللَّهِ
وَلَمَّا تُوُفِّيَ أَحْمَدُ وَلِيَ أَخُوهُ زِيَادَةُ اللَّهِ وَجَرَى عَلَى سُنَنِ سَلَفِهِ، وَلَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ، فَتُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ سَنَةً وَاحِدَةً وَسِتَّةَ أَيَّامٍ.
ذِكْرُ وِلَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْأَغْلَبِ وَلَمَّا تُوُفِّيَ زِيَادَةُ اللَّهِ وَلِيَ بَعْدَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَغْلَبُ، وَجَرَى عَلَى سَنَنِ أَسْلَافِهِ، وَكَانَ أَدِيبًا، عَاقِلًا، حَسَنَ السِّيرَةِ، غَيْرَ أَنَّ جَزِيرَةَ صِقِلِّيَّةَ تَغَلَّبَ الرُّومُ عَلَى مَوَاضِعَ مِنْهَا، وَبَنَى أَيْضًا حُصُونًا وَمَحَارِسَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ.
وَبِالْمَغْرِبِ أَرْضٌ تُعْرَفُ بِالْأَرْضِ الْكَبِيرَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَرْقَةَ مَسِيرَةَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا،