وَفِيهَا سَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ فِي جَيْشٍ كَثِيرٍ إِلَى بِلَادِ الْمُشْرِكِينَ فِي شَعْبَانَ، فَدَخَلَ بِلَادَ جِلِّيقِيَّةَ، فَافْتَتَحَ مِنْهَا عِدَّةَ حُصُونٍ، وَجَالَ فِي أَرْضِهِمْ يُخَرِّبُ، وَيَغْنَمُ، وَيَقْتُلُ، وَيَسْبِي، وَأَطَالَ الْمُقَامَ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى قُرْطُبَةَ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مُحَمَّدُ بْنُ دُؤَادَ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو دُلَفٍ الْعِجْلِيُّ، وَاسْمُهُ الْقَاسِمُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو عُمَرَ الْجَرْمِيُّ النَّحْوِيُّ، وَاسْمُهُ صَالِحُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَائِنِيُّ، وَلَهُ ثَلَاثٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً، وَلَهُ كُتُبٌ فِي الْمَغَازِي وَأَيَّامِ الْعَرَبِ، وَكَانَ بَصْرِيًّا، فَأَقَامَ بِالْمَدَائِنِ فَنُسِبَ إِلَيْهَا.