207 -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ
ذِكْرُ خُرُوجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بِالْيَمَنِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - بِبِلَادِ عَكَّ فِي الْيَمَنِ، يَدْعُو إِلَى الرِّضَى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَكَانَ سَبَبَ خُرُوجِهِ أَنَّ الْعُمَّالَ بِالْيَمَنِ أَسَاءُوا السِّيرَةَ فِيهِمْ، فَبَايَعُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ هَذَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَأْمُونَ ذَلِكَ وَجَّهَ إِلَيْهِ دِينَارَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي عَسْكَرٍ كَثِيفٍ، وَكَتَبَ مَعَهُ بِأَمَانِهِ، فَحَضَرَ دِينَارٌ الْمَوْسِمَ، وَحَجَّ.
ثُمَّ سَارَ إِلَى الْيَمَنِ، فَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِأَمَانِهِ، فَقَبِلَهُ، وَدَخَلَ فِي طَاعَةِ الْمَأْمُونِ، وَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ دِينَارٍ، فَخَرَجَ بِهِ إِلَى الْمَأْمُونِ، فَمَنَعَ الْمَأْمُونُ عِنْدَ ذَلِكَ الطَّالِبِيِّينَ مِنَ الدُّخُولِ عَلَيْهِ، وَأَمَرَهُمْ بِلِبْسِ السَّوَادِ، وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ.
ذِكْرُ وَفَاةِ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي جُمَادَى الْأُولَى، مَاتَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ مِنْ حُمَّى أَصَابَتْهُ، وَإِنَّهُ وُجِدَ فِي فِرَاشِهِ مَيِّتًا.
وَقَالَ كُلْثُومُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ: كُنْتُ عَلَى بَرِيدِ خُرَاسَانَ، فَلَمَّا كَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ حَضَرَتِ الْجُمُعَةُ، فَصَعِدَ طَاهِرٌ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى ذِكْرِ الْخَلِيفَةِ أَمْسَكَ عَنِ الدُّعَاءِ لَهُ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بِمَا أَصْلَحْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ، وَاكْفِنَا مَئُونَةَ