وَثَدْيَانِ كَالْحُقَّيْنِ، وَالْبَطْنُ ضَامِرٌ
خَمِيصٌ، وَجَهْمٌ نَارُهُ تَتَضَرَّمُ ... لَهَوْتُ بِهَا لَيْلَ التَّمَامِ ابْنَ خَالِدٍ
وَأَنْتَ بِمَرْوِ الرُّوذِ غَيْظًا تَجَرَّمُ ... أَظَلُّ أُنَاغِيهَا وَتَحْتَ ابْنِ خَالِدٍ
أُمَيَّةَ نَهْدُ الْمَرْكَلَيْنِ عَثَمْثَمُ ... طَوَاهُ طِرَادُ الْخَيْلِ فِي كُلِّ غَارَةٍ
لَهَا عَارِضٌ فِيهِ الْأَسِنَّةُ تُرْزِمُ ... يُقَارِعُ أَتْرَاكَ ابْنِ خَاقَانَ لَيْلَهُ
إِلَى أَنْ يَرَى الْإِصْبَاحَ مَا يَتَلَغَّمُ ... فَيُصْبِحُ مِنْ طُولِ الطِّرَادِ وَجِسْمُهُ
نَحِيلٌ وَأُضْحِي فِي النَّعِيمِ أُصَمِّمُ ... أُبَاكِرُهَا صَهْبَاءَ كَالْمِسْكِ رِيحُهَا
لَهَا أَرَجٌ فِي دَنِّهَا حِينَ يَرْسُمُ ... فَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ خَالِدٍ
أُمَيَّةَ فِي الرِّزْقِ الَّذِي اللَّهُ يَقْسِمُ
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: أَبَا الْحَرْثِ! أَنَا وَإِيَّاكَ نَجْرِي إِلَى غَايَةٍ، إِنْ قَصَّرْنَا عَنْهَا ذُمِمْنَا، وَإِنِ اجْتَهَدْنَا فِي بُلُوغِهَا انْقَطَعْنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ شِعْبٌ مِنْ أَصْلٍ، إِنْ قَوِيَ قَوِينَا، وَإِنْ ضَعُفَ ضَعُفْنَا، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلْقَاءَ الْأَمَةِ الْوَكْعَاءِ، يُشَاوِرُ النِّسَاءَ، وَيَعْتَزِمُ عَلَى الرِّيَاءِ، وَقَدْ أَمْكَنَ مَسَامِعَهُ مِنْ أَهْلِ اللَّهْوِ وَالْجَسَارَةِ، فَهُمْ يَعِدُونَهُ الظَّفَرَ، وَيُمَنُّونَهُ عَقِبَ الْأَيَّامِ، وَالْهَلَاكُ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنَ السَّيْلِ إِلَى قِيعَانِ الرَّمْلِ، وَقَدْ خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ نَهْلَكَ بِهَلَاكِهِ، وَنَعْطَبَ بِعَطَبِهِ، وَأَنْتَ فَارِسُ الْعَرَبِ وَابْنُ فَارِسِهَا، وَقَدْ فَزِعَ إِلَيْكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ وَلِقَاءِ هَذَا الرَّجُلِ، وَأَطْمَعَهُ فِيمَا قِبَلِكَ أَمْرَانِ: أَحَدُهُمَا صِدْقُ الطَّاعَةِ وَفَضْلُ النَّصِيحَةِ، وَالثَّانِي يُمْنُ نَقِيبَتِكَ وَشَدَّةُ بَأْسِكَ، وَقَدْ أَمَرَنِي بِإِزَاحَةِ عِلَلِ (مَا عَلَيْكَ) ، وَبَسْطِ يَدِكَ فِيمَا أَحْبَبْتَ، غَيْرَ أَنَّ الِاقْتِصَادَ رَأْسُ النَّصِيحَةِ، وَمِفْتَاحُ الْيُمْنِ وَالْبَرَكَةِ، فَأَنْجِزْ حَوَائِجَكَ، وَعَجِّلِ الْمُبَادَرَةَ إِلَى عَدُوِّكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنَّ يُوَلِّيَكَ اللَّهُ هَذَا الْفَتْحَ، وَيَلُمَّ بِكَ شَعْثَ هَذِهِ الْخِلَافَةِ وَالدَّوْلَةِ.