109 -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَمِائَةٍ
ذِكْرُ عَزْلِ خَالِدٍ وَأَخِيهِ أَسَدٍ عَنْ خُرَاسَانَ وَوِلَايَةِ أَشْرَسَ
قِيلَ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَخَاهُ عَنْ خُرَاسَانَ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ أَسَدًا تَعَصَّبَ حَتَّى أَفْسَدَ النَّاسَ، وَضَرَبَ نَصْرَ بْنَ سَيَّارٍ وَنَفَرًا مَعَهُ بِالسِّيَاطِ، مِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نُعَيْمٍ، وَسَوْرَةُ بْنُ الْحُرِّ، وَالْبَخْتَرِيُّ بْنُ أَبِي دِرْهَمٍ، وَعَامِرُ بْنُ مَالِكٍ الْحِمَّانِيُّ، وَحَلَقَهُمْ وَسَيَّرَهُمْ إِلَى أَخِيهِ خَالِدٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّهُمْ أَرَادُوا الْوُثُوبَ بِي. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى خَالِدٍ لَامَ أَسَدًا، وَعَنَّفَهُ، وَقَالَ: أَلَا بَعَثَ إِلَيَّ بِرُءُوسِهِمْ؟ فَقَالَ نَصْرٌ:
بَعَثْتَ بِالْعِتَابِ فِي غَيْرِ ذَنْبٍ ... فِي كِتَابٍ تَلُومُ أُمُّ تَمِيمِ
إِنْ أَكُنْ مُوَثَّقًا أَسِيرًا لَدَيْهِمْ ... فِي هُمُومٍ وَكُرْبَةٍ وَسُهُومِ
رَهْنَ قَسْرٍ فَمَا وَجَدْتُ بَلَاءً ... كَإِسَارِ الْكِرَامِ عِنْدَ اللَّئِيمِ
أَبْلِغِ الْمُدَّعِينَ قَسْرًا وَقَسْرٌ ... أَهْلُ عُودِ الْقَنَاةِ ذَاتِ الْوُصُومِ
هَلْ فُطِمْتُمْ عَنِ الْخِيَانَةِ وَالْغَدْ رِ ... أَمْ أَنْتُمْ كَالْحَاكِرِ الْمُسْتَدِيمِ
وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
أَخَالِدُ لَوْلَا اللَّهُ لَمْ تُعْطَ طَاعَةً ... وَلَوْلَا بَنُو مَرْوَانَ لَمْ يُوثِقُوا نَصْرَا
إِذًا لَلَقِيتُمْ عِنْدَ شَدِّ وَثَاقِهِ ... بَنِي الْحَرْبِ لَا كُشْفَ اللِّقَاءِ وَلَا ضَجْرَا