ذِكْرُ الْخَبَرِ عَنْ غَزْوَةِ الْغُورِ
قِيلَ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا أَسَدٌ الْغُورَ، وَهِيَ جِبَالُ هَرَاةَ، فَعَمَدَ أَهْلُهَا إِلَى أَثْقَالِهِمْ فَصَيَّرُوهَا فِي كَهْفٍ لَيْسَ إِلَيْهِ طَرِيقٌ، فَأَمَرَ أَسَدٌ بِاتِّخَاذِ تَوَابِيتَ، وَوَضَعَ فِيهَا الرِّجَالَ، وَدَلَّاهَا بِسَلَاسِلَ، فَاسْتَخْرَجُوا مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ هِشَامٌ: الْجَرَّاحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيَّ عَنْ أَرْمِينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا أَخَاهُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مَسْلَمَةُ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو الطَّائِيَّ، فَافْتَتَحَ مِنْ بَلَدِ التُّرْكِ رُسْتَاقًا وَقُرًى كَثِيرَةً، وَأَثَّرَ فِيهَا أَثَرًا حَسَنًا.
وَفِيهَا نَقَلَ أَسَدٌ مَنْ كَانَ بِالْبَرُوقَانِ إِلَى بَلْخٍ مِنَ الْجُنْدِ، وَأَقْطَعَ كُلَّ مَنْ كَانَ لَهُ بِالْبَرُوقَانِ بِقَدْرِ مَسْكَنِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَسْكَنٌ أَقْطَعَهُ مَسْكَنًا، وَأَرَادَ أَنْ يُنْزِلَهُمْ عَلَى الْأَخْمَاسِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ يَتَعَصَّبُونَ، فَخَلَطَ بَيْنَهُمْ. وَتَوَلَّى بِنَاءَ مَدِينَةِ بَلْخٍ بَرْمَكُ أَبُو خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْبَرُوقَانِ فَرْسَخَانِ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ، وَكَانَ عُمَّالُ الْأَمْصَارِ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ فِي السَّنَةِ قَبْلَهَا.
[الوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَعُمُرُهُ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً،