وَمَا كُنَّا نُؤَمِّلُ مِنْ أَمِيرٍ ... كَمَا كُنَّا نُؤَمِّلُ مِنْ يَزِيدِ
فَأَخْطَأَ ظَنُّنَا فِيهِ وَقِدَمًا ... زَهِدْنَا فِي مُعَاشَرَةِ الزَّهِيدِ
إِذَا لَمْ يُعْطِنَا نَصَفًا أَمِيرٌ ... مَشَيْنَا نَحْوَهُ مَشْيَ الْأَسْوَدِ
فَمَهْلًا يَا يَزِيدُ أَنِبْ إِلَيْنَا ... وَدَعْنَا مِنْ مُعَاشَرَةِ الْعَبِيدِ
نَجِيءُ وَلَا نَرَى إِلَّا صُدُودًا ... عَلَى أَنَّا نُسَلِّمُ مِنْ بَعِيدِ
وَنَرْجِعُ خَائِبِينَ بِلَا نَوَالٍ ... فَمَا بَالُ التَّجَهُّمِ وَالصُّدُودِ
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ جَهَّزَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْجُيُوشَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَاسْتَعْمَلَ ابْنَهُ دَاوُدَ عَلَى الصَّائِفَةِ فَافْتَتَحَ حِصْنَ الْمَرْأَةِ.
وَفِيهَا غَزَا مَسْلَمَةُ أَرْضَ الْوَضَّاحِيَّةَ، فَفَتَحَ الْحِصْنَ الَّذِي فَتَحَهُ الْوَضَّاحُ صَاحِبُ الْوَضَّاحِيَّةَ.
وَفِيهَا غَزَا عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ أَرْضَ الرُّومِ فِي الْبَحْرِ، فَشَتَّى فِيهَا.
وَفِيهَا حَجَّ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ.
وَفِيهَا عُزِلَ دَاوُدُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ مَكَّةَ، وَكَانَ عَمَلُهُ عَلَيْهَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَوُلِّيَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ. وَكَانَ عُمَّالُ الْأَمْصَارِ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ.