شَطَّتْ نَوَى مَنْ دَارُهُ بِالْإِيوَانْ ... إِيوَانِ كِسْرَى ذِي الْقُرَى وَالرَّيْحَانْ

مِنْ عَاشِقٍ أَمْسَى بِزَابُلِسْتَانْ ... إِنَّ ثَقِيفًا مِنْهُمُ الْكَذَّابَانْ

كَذَّابُهَا الْمَاضِي وَكَذَّابٌ ثَانْ ... أَمْكَنَ رَبِّي مِنْ ثَقِيفِ هَمْدَانْ

يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ يُسَلِّي مَا كَانْ ... إِنَّا سَمَوْنَا لِلْكَفُورِ الْفَتَّانْ

حِينَ طَغَى فِي الْكُفْرِ بَعْدَ الْإِيمَانْ ... بِالسَّيِّدِ الْغِطْرِيفِ عَبْدِ الرَّحْمَنْ

سَارَ بِجَمْعٍ كَالدَّبَا مِنْ قَحْطَانْ ... وَمِنْ مَعَدٍّ قَدْ أَتَى ابْنُ عَدْنَانْ

بِجَحْفَلٍ جَمٍّ شَدِيدِ الْأَرْكَانْ ... فَقُلْ لِحَجَّاجٍ وَلِيِّ الشَّيْطَانْ

يَثْبُتْ بِجَمْعِ مَذْحِجٍ وَهَمْدَانْ ... فَإِنَّهُمْ سَاقُوهُ كَأْسَ الذَّيْفَانْ

وَمُلْحِقُوهُ بِقُرَى ابْنِ مَرْوَانْ

وَجَعَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ عَطِيَّةَ بْنَ عَمْرٍو الْعَنْبَرِيَّ، وَجَعَلَ عَلَى كَرْمَانَ حُرَيْثَةَ بْنَ عَمْرٍو التَّمِيمِيَّ، فَلَمَّا بَلَغَ فَارِسَ اجْتَمَعَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَقَالُوا: إِذَا خَلَعْنَا الْحَجَّاجَ عَامِلَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَدْ خَلَعْنَا عَبْدَ الْمَلِكِ. فَاجْتَمَعُوا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَكَانَ أَوَّلَ النَّاسِ خَلَعَ عَبْدَ الْمَلِكِ تِيجَانُ بْنُ أَبْجَرَ مِنْ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَامَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي خَلَعْتُ أَبَا ذِبَّانَ كَخَلْعِي قَمِيصِي. فَخَلَعَهُ النَّاسُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، وَبَايَعُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَكَانَتْ بَيْعَتُهُ: نُبَايِعُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَى جِهَادِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ وَخَلْعِهِمْ، وَجِهَادِ الْمُحِلِّينَ.

فَلَمَّا بَلَغَ الْحَجَّاجَ خَلْعُهُ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِخَبَرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَسْأَلُهُ أَنْ يُعَجِّلَ بِعْثَةَ الْجُنُودِ إِلَيْهِ. وَسَارَ الْحَجَّاجُ حَتَّى نَزَلَ الْبَصْرَةَ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمُهَلَّبَ خَبَرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ مِنْ خُرَاسَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ قَدْ أَقْبَلُوا إِلَيْكَ وَهُمْ مِثْلُ السَّيْلِ، لَيْسَ يَرُدُّهُمْ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى قَرَارِهِ، وَإِنَّ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ شِرَّةٌ فِي أَوَّلِ مَخْرَجِهِمْ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015