فَجَاءَهُمُ جَمْعٌ مِنَ الشَّامِ بَعْدَهُ ... جُمُوعٌ كَمَوْجِ الْبَحْرِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

فَمَا بَرِحُوا حَتَّى أُبِيدَتْ سُرَاتُهُمْ ... فَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ ثَمَّ غَيْرُ عَصَائِبِ

وَغُودِرَ أَهْلُ الصَّبْرِ صَرْعَى فَأَصْبَحُوا ... تَعَاوَرَهُمْ رِيحُ الصَّبَا وَالْجَنَائِبِ

فَأَضْحَى الْخُزَاعِيُّ الرَّئِيسُ مُجَدَّلًا ... كَأَنْ لَمْ يُقَاتِلْ مَرَّةً وَيُحَارِبِ

وَرَأْسُ بَنِي شَمْخٍ وَفَارِسُ قَوْمِهِ ... شَنُوءَةَ وَالتَّيْمِيُّ هَادِي الْكَتَائِبِ

وَعَمْرُو بْنُ بِشْرٍ وَالْوَلِيدُ وَخَالِدٌ ... وَزَيْدُ بْنُ بَكْرٍ وَالْحُلَيْسُ بْنُ غَالِبِ

وَضَارِبُ مِنْ هَمْدَانَ كُلَّ مُشَيِّعٍ ... إِذَا شَدَّ لَمْ يَنْكِلْ كَرِيمُ الْمَكَاسِبِ

وَمِنْ كُلِّ قَوْمٍ قَدْ أُصِيبَ زَعِيمُهُمْ ... وَذُو حَسَبٍ فِي ذُرْوَةِ الْمَجْدِ ثَاقِبِ

أَبَوْا غَيْرَ ضَرْبٍ يَفْلِقُ الْهَامَ وَقْعُهُ ... وَطَعْنٍ بِأَطْرَافِ الْأَسِنَّةِ صَائِبِ

وَإِنَّ سَعِيدًا يَوْمَ يَدْمُرُ عَامِرًا ... لَأَشْجَعُ مِنْ لَيْثٍ بِدَرْبٍ مُوَاثِبِ

فَيَا خَيْرَ جَيْشٍ بِالْعِرَاقِ وَأَهْلِهِ ... سَقَيْتُمْ رَوَايَا كُلِّ أَسْحَمَ سَاكِبِ

فَلَا يَبْعَدَنْ فُرْسَانُنَا وَحُمَاتُنَا ... إِذَا الْبِيضُ أَبْدَتْ عَنْ خِدَامِ الْكَوَاعِبِ

وَمَا قُتِلُوا حَتَّى أَثَارُوا عِصَابَةً ... مُحِلِّينَ نُورًا كَالشُّمُوسِ الضَّوَارِبِ

وَقِيلَ: قُتِلَ سُلَيْمَانُ وَمَنْ مَعَهُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ.

الْخُزَاعِيُّ الَّذِي هُوَ فِي هَذَا الشِّعْرِ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ الْخُزَاعِيُّ. وَرَأْسُ بَنِي شَمْخٍ هُوَ الْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ الْفَزَارِيُّ. وَرَأْسُ شَنُوءَةَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ نُفَيْلٍ الْأَزْدِيُّ، أَزِدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015