55 -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ مَشْتَى سُفْيَانَ بْنِ عَوْفٍ الْأَزْدِيِّ فِي قَوْلٍ، وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي شَتَّى هَذِهِ السَّنَةَ عَمْرُو بْنُ مُحْرِزٍ، وَقِيلَ: بَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْفَزَارِيُّ، وَقِيلَ: بَلْ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
ذِكْرُ وِلَايَةِ ابْنِ زِيَادٍ الْبَصْرَةَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ عَنِ الْبَصْرَةِ وَوَلَّاهَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ.
وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ خَطَبَ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ فَحَصَبَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ فَقَطَعَ يَدَهُ، فَأَتَاهُ بَنُو ضَبَّةَ وَقَالُوا: إِنَّ صَاحِبَنَا جَنَى مَا جَنَى وَقَدْ عَاقَبْتَهُ وَلَا نَأْمَنُ أَنْ يَبْلُغَ خَبَرُنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَيُعَاقِبَ عُقُوبَةً تَعُمُّ، فَاكْتُبْ لَنَا كِتَابًا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَخْرُجُ بِهِ أَحَدُنَا إِلَيْهِ يُخْبِرُهُ أَنَّكَ قَطَعْتَ عَلَى شُبْهَةٍ وَأَمْرٍ لَمْ يَتَّضِحْ:
فَكَتَبَ لَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ السَّنَةِ تَوَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَوَافَاهُ الضَّبِّيُّونَ بِالْكِتَابِ وَادَّعَوْا أَنَّهُ قَطَعَ صَاحِبَهُمَ ظُلْمًا:
فَلَمَّا رَأَى مُعَاوِيَةُ الْكِتَابَ قِيلَ: أَمَّا الْقَوَدُ مِنْ عُمَّالِي فَلَا سَبِيلَ إِلَيْهِ وَلَكِنْ أَدِي: