قُتِلَ أَخَذَ الرَّايَةَ عَمْرٌو ثُمَّ حَمَلَ فِي النَّاسِ عَلَى الْخَوَارِجِ فَقَتَلُوهُمْ وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ غَيْرُ خَمْسَةٍ أَوْ سِتَّةٍ.

وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كَانَ الْمُسْتَوْرِدُ مِنْ تَمِيمٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي رِيَاحٍ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ جَرِيرٍ:

وَمِنَّا فَتَى الْفِتْيَانِ وَالْجُودِ مَعْقِلُ ... وَمِنَّا الَّذِي لَاقَى بِدِجْلَةَ مَعْقِلَا

يَعْنِي هَذِهِ الْوَقْعَةَ.

ذِكْرُ عَوْدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى وِلَايَةِ سِجِسْتَانَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ اسْتَعْمَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ عَلَى سِجِسْتَانَ، فَأَتَاهَا وَعَلَى شُرْطَتِهِ عَبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْحَبَطِيُّ وَمَعَهُ مِنَ الْأَشْرَافِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ وَغَيْرُهُ، فَكَانَ يَغْزُو الْبَلَدَ قَدْ كَفَرَ أَهْلُهُ فَيَفْتَحُهُ، حَتَّى بَلَغَ كَابُلَ فَحَصَرَهَا أَشْهُرًا وَنَصَبَ عَلَيْهَا مَجَانِيقَ فَثَلَمَتْ سُورَهَا ثُلْمَةً عَظِيمَةً، فَبَاتَ عَلَيْهَا عَبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ لَيْلَةً يُطَاعِنُ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى أَصْبَحَ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى سَدِّهَا وَخَرَجُوا مِنَ الْغَدِ يُقَاتِلُونَ فَهَزَمَهُمُ الْمُسْلِمُونَ وَدَخَلُوا الْبَلَدَ عَنْوَةً، ثُمَّ سَارَ إِلَى بُسْتَ فَفَتَحَهَا عَنْوَةً، وَسَارَ إِلَى زَرَانَ فَهَرَبَ أَهْلُهَا وَغَلَبَ عَلَيْهَا، ثُمَّ سَارَ إِلَى خُشَّكَ فَصَالَحَهُ أَهْلُهَا، ثُمَّ أَتَى الرُّخَّجَ فَقَاتَلُوهُ، فَظَفِرَ بِهِمْ وَفَتَحَهَا، ثُمَّ سَارَ إِلَى زَابُلُسْتَانَ، وَهِيَ غَزْنَةُ وَأَعْمَالُهَا، (فَقَاتَلَهُ أَهْلُهَا) ، وَقَدْ كَانُوا نَكَثُوا، فَفَتَحَهَا، وَعَادَ إِلَى كَابُلَ وَقَدْ نَكَثَ أَهْلُهَا فَفَتَحَهَا.

ذِكْرُ غَزْوَةِ السِّنْدِ

اسْتَعْمَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى ثَغْرِ الْهِنْدِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَوَّارٍ الْعَبْدِيَّ، وَيُقَالُ وَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ مِنْ قِبَلِهِ، فَغَزَا الْقِيقَانَ فَأَصَابَ مَغْنَمًا، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَأَهْدَى لَهُ خَيْلًا قِيقَانِيَّةً، وَرَجَعَ فَغَزَا الْقِيقَانَ فَاسْتَنْجَدُوا بِالتُّرْكِ فَقَتَلُوهُ، وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ:

وَابْنُ سَوَّارٍ عَلَى عِدَّانِهِ ... مُوقِدُ النَّارِ وَقَتَّالُ الشَّغَبْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015