وَجُمَانَةُ، وَنَفِيسَةُ، كُلُّهُنَّ مِنْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. وَتَزَوَّجَ أَيْضًا مُخَبَّاةَ بِنْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ الْكَلْبِيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً هَلَكَتْ صَغِيرَةً، كَانَتْ تَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُقَالُ لَهَا: مَنْ أَخْوَالُكِ؟ فَتَقُولُ: وَهْ وَهْ، تَعْنِي كَلْبًا.
فَجَمِيعُ وَلَدِهِ أَرْبَعَةُ عَشَرَ ذَكَرًا، وَسَبْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَكَانَ النَّسْلُ مِنْهُمْ لِلْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَالْعَبَّاسِ بْنِ الْكِلَابِيَّةِ، وَعُمَرَ بْنِ التَّغْلِبِيَّةِ.
ذكر عُمَّالِهِ
وَكَانَ عَامِلَهُ عَلَى الْبَصْرَةِ هَذِهِ السَّنَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الِاخْتِلَافَ فِي أَمْرِهِ، وَكَانَ إِلَيْهِ الصَّدَقَاتُ وَالْجُنْدُ وَالْمَعَاوِنُ أَيَّامَ وِلَايَتِهِ كُلِّهَا، وَكَانَ عَلَى قَضَائِهَا مِنْ قِبَلِ عَلِيٍّ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ، وَكَانَ عَلَى فَارِسَ زِيَادٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَسِيرَهُ إِلَيْهَا، وَكَانَ عَلَى الْيَمَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ بُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَاةَ مَا ذُكِرَ، وَكَانَ عَلَى الطَّائِفِ وَمَكَّةَ وَمَا اتَّصَلَ بِذَلِكَ قُثَمُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَكَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقِيلَ: سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَكَانَ عِنْدَ قُدُومِ بُسْرٍ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، وَذُكِرَ.
ذكر بَعْضِ سِيرَتِهِ
كَانَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَازِنًا لَعَلِّي عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ يَوْمًا وَقَدْ زُيِّنَتِ ابْنَتُهُ، فَرَأَى عَلَيْهَا لُؤْلُؤَةً كَانَ عَرَفَهَا لِبَيْتِ الْمَالِ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَهَا هَذِهِ؟ لَأَقْطَعَنَّ يَدَهَا! فَلَمَّا رَأَى أَبُو رَافِعٍ جِدَّهُ فِي ذَلِكَ قَالَ: أَنَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ زَيَّنْتُهَا بِهَا. فَقَالَ عَلِيٌّ: لَقَدْ تَزَوَّجْتُ بِفَاطِمَةَ وَمَا لِي فِرَاشٌ إِلَّا جِلْدُ كَبْشٍ نَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ وَنَعْلِفُ عَلَيْهِ نَاضِحَنَا بِالنَّهَارِ وَمَا لِي خَادِمٌ غَيْرَهَا.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قُسِّمَ عِلْمُ النَّاسِ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ، فَكَانَ لَعَلِيٍّ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَجْزَاءَ،