قَدْ كَانَ يُخْبِرُهُمْ [هَذَا] بِمَقْتَلِهِ ... قَبْلَ الْمَنِيَّةِ أَزْمَانًا فَأَزْمَانَا
فَلَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ سُوءَ فَعْلَتِهِ ... وَلَا سَقَى قَبْرَ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَا
يَا ضَرْبَةً مِنْ شَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا ... إِلَّا لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ رِضْوَانَا
بَلْ ضَرْبَةٌ مِنْ غَوِيٍّ أَوْرَدَتْهُ لَظًى ... وَسَوْفَ يَلْقَى بِهَا الرَّحْمَنَ غَضْبَانَا
كَأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ قَصْدًا بِضَرْبَتِهِ ... إِلَّا لِيَصْلَيَ عَذَابَ الْخُلْدِ نِيرَانَا
)
ذكر مُدَّةِ خِلَافَتِهِ وَمِقْدَارِ عُمُرِهِ
وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَتْ خِلَافَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَكَانَ عُمُرُهُ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَقِيلَ: كَانَ عُمْرُهُ تَسْعًا وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: خَمْسًا وَسِتِّينَ، وَقِيلَ: ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ. وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. وَلَمَّا قُتِلَ دُفِنَ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ، وَقِيلَ: فِي الْقَصْرِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. (وَالْأَصَحُّ أَنَّ قَبَرَهُ هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُزَارُ وَيُتَبَرَّكُ بِهِ) .
ذكر نَسَبِهِ وَصِفَتِهِ وَنِسَائِهِ وَأَوْلَادِهِ
كَانَ آدَمَ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ، ثَقِيلَ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمَهُمَا، ذَا بَطْنٍ، أَصْلَعَ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، كَثِيرَ شَعْرِ الصَّدْرِ، هُوَ إِلَى الْقِصَرِ أَقْرَبُ، وَقِيلَ: كَانَ فَوْقَ الرَّبْعَةِ، وَكَانَ ضَخْمَ عَضَلَةِ