صَاحِبِهِمْ، فَوَدَاهُ لَهُمْ.
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي بَنِي نَاجِيَةَ:
سَمَا لَكُمْ بِالْخَيْلِ قُودًا عَوَابِسًا ... أَخُو ثِقَةٍ مَا يَبْرَحُ الدَّهْرَ غَازِيَا
فَصَبَّحَكُمْ فِي رَجْلِهِ وَخُيُولِهِ ... بِضَرْبٍ تَرَى مِنْهُ الْمُدَجَّجَ هَاوِيَا
فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ بَعْدِ كِبْرٍ وَنَخْوَةٍ ... عَبِيدَ الْعَصَا لَا تَمْنَعُونَ الذَّرَارِيَا
وَقَالَ مَصْقَلَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ:
لَعَمْرِي لَئِنْ عَابَ أَهْلُ الْعِرَاقِ عَلَيَّ انْتِعَاشَ بَنِي نَاجِيَهْ ... لَأَعْظَمُ مِنْ عِتْقِهِمْ رِقُّهُمْ وَكَفِّي بِعِتْقِهِمُ مَالِيَهْ
وَزَايَدْتُ فِيهِمْ لِإِطْلَاقِهِمْ وَغَالَيْتُ إِنَّ الْعُلَى غَالِيَهْ
ذكر أَمْرِ الْخَوَارِجِ بَعْدَ النَّهْرَوَانِ
لَمَّا قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ خَرَجَ أَشْرَسُ بْنُ عَوْفٍ عَلَى عَلِيٍّ بِالدَّسْكَرَةِ فِي مِائَتَيْنِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْأَنْبَارِ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ الْأَبْرَشَ بْنَ حَسَّانَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ فَوَاقَعَهُ، فَقُتِلَ أَشْرَسُ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ.
ثُمَّ خَرَجَ هِلَالُ بْنُ عُلَّفَةَ مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ وَمَعَهُ أَخُوهُ مُجَالِدٌ، فَأَتَى مَاسَبَذَانَ، فَوَجَّهَ