يُمَنِّيكَ الْإِمَارَةَ كُلُّ رَكْبٍ
لِأَنْقَاضِ الْعِرَاقِ بِهَا رَسِيمُ ... وَلَيْسَ أَخُو التِّرَاتِ بِمَنْ تَوَانَى
وَلَكِنْ طَالَبُ التِّرَةِ الْغَشُومُ ... وَلَوْ كُنْتَ الْقَتِيلَ وَكَانَ حَيًّا
لَجَرَّدَ لَا أَلَفُّ وَلَا غَشُومُ ... وَلَا نَكِلٌ عَنِ الْأَوْتَارِ حَتَّى
يُبِيءَ بِهَا وَلَا بَرِمٌ جَثُومُ ... وَقَوْمُكَ بِالْمَدِينَةِ قَدْ أُبِيرُوا
فَهُمْ صَرْعَى كَأَنَّهُمُ الْهَشِيمُ
فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ:
وَمُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى مِنْ أَنَاتِنَا ... وَلَوْ زَبَنَتْهُ الْحَرْبُ لَمْ يَتَرَمْرَمِ
وَبَعَثَ عَلِيٌّ زِيَادَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ طَلِيعَةً فِي ثَمَانِيَةِ آلَافٍ، وَبَعَثَ مَعَهُ شُرَيْحَ ابْنَ هَانِئٍ [فِي] أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَسَارَ عَلِيٌّ مِنَ النُّخَيْلَةِ، وَأَخَذَ مَعَهُ مَنْ بِالْمَدَائِنِ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ، وَوَلَّى عَلَى الْمَدَائِنِ سَعْدَ بْنَ مَسْعُودٍ، عَمَّ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ. وَلَمَّا سَارَ عَلِيٌّ كَانَ مَعَهُ نَابِغَةُ بَنِي جَعْدَةَ، فَحَدَا بِهِ يَوْمًا فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَ الْمِصْرَانِ وَالْعِرَاقُ ... أَنَّ عَلِيًّا فَحْلُهَا الْعِتَاقُ