القيامه الكبري (صفحة 170)

وجه الاستدلال بالأحاديث على الشفاعة العظمى

الناظر في هذه الأحاديث يجد أن المؤمنين يرغبون إلى الأنبياء وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم كي يخلصوهم من الموقف العظيم، إلا أننا نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يشفع إنما يشفع في أمته.

قال شارح الطحاوية بعد إيراده لبعض أحاديث الشفاعة التي سقناها: " والعجب كل العجب من إيراد الأئمة لهذا الحديث من أكثر طرقه، لا يذكرون أمر الشفاعة الأولى، في مأتى الرب سبحانه وتعالى لفصل القضاء، كما ورد في حديث الصور، فإنه المقصود في هذا المقام، ومقتضى سياق أول الحديث، فإن الناس إنما يستشفعون إلى آدم فمن بعده من الأنبياء في أن يفصل بين الناس، ويستريحوا من مقامهم، كما دلت عليه سياقاته من سائر طرقه، فإذا وصلوا إلى الجزاء إنما يذكرون الشفاعة في عصاة الأمة وإخراجهم من النار، وكأن مقصود السلف - في الاقتصار على هذا المقدار من الحديث - هو الرد على الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة، الذين أنكروا خروج أحد من النار بعد دخولها، فيذكرون هذا القدر من الحديث الذي فيه النص الصريح من الرد عليهم فيما ذهبوا إليه من البدعة المخالفة للأحاديث " (?) ثم ساق مضمون حديث الصور.

وفي كلام محمد بن محمد بن أبي العز الحنفي عدة أمور:

1- أنه أكد وجود هذا الإشكال في هذه الأحاديث، وممن ذكر هذا الإشكال ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015