وهتكت الْحرم بِمَا لَا تَدْرِي فقبح الله الْجَهْل وَلَا سِيمَا إِذا جعله صَاحبه شرعا ودينا لَهُ وللمسلمين فَإِنَّهُ طاغوت عِنْد التَّحْقِيق وَإِن ستر من التلبيس بستر رَقِيق فيا أَيهَا القَاضِي الْمُقَلّد أخبرنَا أَي الْقُضَاة الثَّلَاثَة أَنْت الَّذين قَالَ فيهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُضَاة ثَلَاثَة قاضيان فِي النَّار وقاض فِي الْجنَّة فالقاضيان اللَّذَان فِي النَّار قَاض قضى بِغَيْر الْحق وقاض قضى بِالْحَقِّ وَهُوَ لَا يعلم أَنه الْحق وَالَّذِي فِي الْجنَّة قَاض قضى بِالْحَقِّ وَهُوَ يعلم أَنه الْحق فبالله عَلَيْك هَل قضيت بِالْحَقِّ وَأَنت تعلم أَنه الْحق إِن قلت نعم فَأَنت وَسَائِر أهل الْعلم يشْهدُونَ بأنك كَاذِب لِأَنَّك معترف بأنك لَا تعلم بِالْحَقِّ وَكَذَلِكَ سَائِر النَّاس يحكمون عَلَيْك بِهَذَا من غير فرق بَين مُجْتَهد ومقلد وَإِن قلت إِنَّك قضيت بِمَا قَالَه إمامك وَلَا تَدْرِي أَحَق هُوَ أم بَاطِل كَمَا هُوَ شَأْن كل مقلد على وَجه الأَرْض فَأَنت بإقرارك هَذَا أحد رجلَيْنِ إِمَّا قضيت بِالْحَقِّ وَأَنت لَا تعلم بِأَنَّهُ الْحق أَو قضيت بِغَيْر الْحق لِأَن ذَلِك الحكم الَّذِي حكمت بِهِ هُوَ لَا يَخْلُو عَن أحد الْأَمريْنِ إِمَّا أَن يكون حَقًا وَإِمَّا أَن يكون غير حق وعَلى كلا التَّقْدِيرَيْنِ فَأَنت من قُضَاة النَّار بِنَصّ الْمُخْتَار وَهَذَا مَا أَظن بتردد فِيهِ أحد من أهل الْفَهم بأمرين أَحدهمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم