فَمَاذَا تعهد إِلَيْنَا فَقَالَ تركتكم على الْبَيْضَاء لَيْلهَا كنهارها لَا يزِيغ عَنْهَا بعدِي إِلَّا هَالك وَمن يَعش مِنْكُم فسيرى اخْتِلَافا كثيرا فَعَلَيْكُم بِمَا عرفتكم من سنتي وَسنة الْخُلَفَاء المهديين الرَّاشِدين وَعَلَيْكُم بِالطَّاعَةِ وَإِن كَانَ عبدا حَبَشِيًّا عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ إِنَّمَا الْمُؤمن كَالْجمَلِ الْأنف كلما قيد انْقَادَ وَأخرجه أَيْضا ابْن عبد الْبر بِإِسْنَاد صَحِيح وَزَاد وَإِيَّاكُم ومحدثات الْأُمُور فَإِن كل محدثة بِدعَة وكل بِدعَة ضَلَالَة
وَالْأَحَادِيث فِي هَذَا الْبَاب كَثِيرَة جدا وَيَكْفِي من رفع الرَّأْي وَأَنه لَيْسَ من الدّين قَول الله عز وَجل {الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي ورضيت لكم الْإِسْلَام دينا} فَإِذا كَانَ الله قد أكمل دينه قبل أَن يقبض نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا هَذَا الرَّأْي الَّذِي أحدثه أَهله بعد أَن أكمل الله دينه إِن كَانَ من الدّين فِي اعْتِقَادهم فَهُوَ لم يكمل عِنْدهم إِلَّا برأيهم وَهَذَا فِيهِ رد لِلْقُرْآنِ وَإِن لم يكن من الدّين فَأَي فَائِدَة من الِاشْتِغَال بِمَا لَيْسَ من الدّين
وَهَذِه حجَّة قاهرة وَدَلِيل عَظِيم لَا يُمكن صَاحب الرَّأْي أَن يَدْفَعهُ بدافع أبدا فَاجْعَلْ هَذِه الْآيَة الشَّرِيفَة أول