أخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن عبد الْبر عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان أَنه قيل لَهُ فِي قَوْله تَعَالَى {اتَّخذُوا أَحْبَارهم وَرُهْبَانهمْ أَرْبَابًا من دون الله} أكانوا يَعْبُدُونَهُمْ فَقَالَ لَا وَلَكِن يحلونَ لَهُم الْحَرَام فيحلونه ويحرمون عَلَيْهِم الْحَلَال فيحرمونه فصاروا بذلك أَرْبَابًا وَقد روى نَحْو ذَلِك مَرْفُوعا من حَدِيث ابْن حَاتِم كَمَا قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَأخرج نَحْو هَذَا التَّفْسِير ابْن عبد الْبر عَن بعض الصَّحَابَة بِإِسْنَاد مُتَّصِل بِهِ قَالَ أما أَنهم لَو أمروهم أَن يعبدوهم مَا أطاعوهم وَلَكنهُمْ أمروهم فَجعلُوا حَلَال الله حَرَامًا وَحَرَامه حَلَالا فأطاعوهم فَكَانَت تِلْكَ الربوبية وَفِي قَوْله تَعَالَى {وَكَذَلِكَ مَا أرسلنَا من قبلك فِي قَرْيَة من نَذِير إِلَّا قَالَ مترفوها إِنَّا وجدنَا آبَاءَنَا على أمة وَإِنَّا على آثَارهم مقتدون قَالَ أولو جِئتُكُمْ بأهدى مِمَّا وجدْتُم عَلَيْهِ آبَاءَكُم} فآثروا الإقتداء بآبائهم قَالُوا {إِنَّا بِمَا أرسلتم بِهِ كافرون} وَقَالَ عز وَجل {إِذْ تَبرأ الَّذين اتبعُوا من الَّذين اتبعُوا وَرَأَوا الْعَذَاب وتقطعت بهم الْأَسْبَاب وَقَالَ الَّذين اتبعُوا لَو أَن لنا كرة فنتبرأ مِنْهُم كَمَا تبرؤوا منا كَذَلِك يُرِيهم الله أَعْمَالهم حسرات عَلَيْهِم وَمَا هم بِخَارِجِينَ من النَّار}