فلما تحوَّل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الجذع سمع له حنين كحنين الواله؛ حزنًا على فراق الرسول وشوقًا إليه، وما زال يحن حتى نزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن المنبر ومشى إليه فاحتضنه فسكت.

ومنها معجزة انشقاق القمر، وقد رواها ابن عباس -رضي الله عنهما- حيث قال: اجتمع المشركون على عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفيهم: الوليد بن المغيرة وأبو جهل والعاص بن وائل، والعاص بن هاشم، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، وربيعة بن الأسود والنضر بن الحارث ونظراؤهم في التوغل في الكفر والعناد، وقالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم: إن كنت صادقًا فشق لنا القمر فرقتين: نصفًا على أبي قبيس ونصفًا على قعيقعان1.

فقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم: "إن فعلت تؤمنوا" قالوا نعم.

وكانت ليلة البدر، فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربه -عز وجل- أن يعطيه ما سألوا، فأمسى القمر نصفين كما سألوا. فقال صلى الله عليه وسلم: "اشهدوا". فقالوا: سحركم ابن أبي كبشة، فسلوا المسافرين فلو كانوا رأوا ما رأيتم فهو صدق، فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، وإن لم يكونوا رأوا ما رأيتم فهو سحر.

فسألوا المسافرين، وقد قدموا من كل وجه، فقالوا: رأيناه.

فقال الكفار: هذا سحر مستمر يريدون أنه سحر شامل لم يقتصر على أهل مكة وحده بل شمل الناس جميعًا2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015