وهكذا كانت وفادة ضمام بن ثعلبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفادة ميمونة مباركة حتى يقول ابن عباس -رضي الله عنهما1:

ما سمعنا بوافد كان أفضل من ضمام بن ثعلبة2.

ومنهم وفد ثقيف3، وكان من خبرهم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما رجع من الطائف بعد حصارها، تبع أثره عروة4 بن مسعود الثقفي حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، ثم طلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يأذن له بالرجوع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام.

فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم: "إنهم قاتلوك".

فقال: أنا أحب إليهم من أبصارهم.

فخرج إلى قومه يرجو منهم طاعته لما كان يعرفه فيهم من الإخلاص له، ولكنه أخطأ في تقديره، وصدقت فراسة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذلك أنهم لما رأوه يدعوهم إلى ترك دينهم ولا يحيد عن ذلك، لم يطيقوا صبرًا وأحاطوه به ورموه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015