فلما سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- منه هذا الكلام ورأى أثر الحنين إلى مكة في نفوس المسلمين قال: "اللهم حبب إلينا المدينة كمحبة مكة أو أشد" 1.

وعلى الرغم من الانتصارات التي تمت للمسلمين في كثير من الغزوات والمعارك التي خاضوها ضد قريش وغيرها من القبائل، والتي أشعرت المسلمين بعزتهم وكرامتهم، وألقت الرعب في قلوب أعدائهم، إلا أن قريشًا كانت تحول بين المسلمين وبين دخول مكة لزيارة المسجد الحرام، لأنها لا تراهم يستحقون هذا الشرف ما داموا يجعلون الآلهة إلهًا واحدًا، وما داموا لا يؤمنون بهبل، واللات والعزى، ومناة، ولأنها تخشى أن يدخل المسلمون مكة فيطيب لهم المقام بها، ويصعب إخراجهم منها.

وبينما كان المسلمون مجتمعين في المسجد النبوي ذات صباح إذ طلع عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنبأهم بما رآه في نومه من أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام آمنين محلقين رءوسهم ومقصرين، وأخبرهم أنه يريد أداء العمرة معهم، ففرحوا واستبشروا واستعدوا للخروج منتظرين ما يأمرهم به نبيهم الكريم2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015