ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا خائبين كما جاءوا.

ولكن الشبان وخصوصًا من لم يشهد بدرًا من المسلمين لم يرضوا بهذا الرأي وقالوا: يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا حتى لا يرو أنا جبنا عنهم وضعفنا، وما زال هؤلاء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى اتبع رأيهم، لأنهم الأكثرون عددًا والأقوون جلدًا.

فصلى الجمعة في اليوم العاشر من شوال وحثهم في خطبتها على الثبات والصبر، وقال: "لكم النصر ما صبرتم".

ثم عقد الألوية، فأعطى لواء المهاجرين لمصعب بن عمير1، ولواء الخزرج للحباب بن المنذر2 ولواء الأوس لأسيد بن الحضير.

ثم سار الجيش وكان عدده يقرب من الألف رجل حتى إذا كان بالشوط -وهو بستان بين جبل أحد والمدينة- رجع عبد الله بن أُبي3 بثلاثمائة من أصحابه، وبقي مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبعمائة رجل من المؤمنين المخلصين، فمضوا في طريقهم حتى وصلوا إلى الشعب من جبل أحد على مقربة من المشركين، ثم جعلوا ظهورهم للجبل ووجوههم للمدينة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015