أنها أبلغ رد على ما تدل عليه الجملتان الموضوعتان، وذلك حيث يقول سبحانه:
{أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى، تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى، إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 19-23] .
فكيف يعقل أن تحشر -في هذه الآيات التي وضحت دلالتها على حقارة الأصنام وسفه من يقدسونها- جملتان ترفعان من شأن هذه الأصنام وتجعلان لها شفاعة مرجوة؟ 1
وكيف يمكن أن يسجد المشركون بعد أن يسمعوا هذه الآيات، وفيها طعن صريح على آلهتهم حيث يقول الله عنها: {إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: من الآية: 23] .
وأما أن محمدًا -عليه الصلاة والسلام- قد كبر عليه قول المشركين:
إنهم معه ما دام قد جعل لآلهتهم نصيبًا من الشفاعة ... فهذا كلام لا يتفق مع جوهر الدعوة الإسلامية ومبادئها العامة التي تحارب الشرك بكل مظاهره، والتي تقوم على التوحيد الخالص البعيد عن كل الوسطاء والشفعاء ... 2.