تطهير الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الشوائب التي توجد في نفوس الناس، والسمو به إلى درجة عالية من الطهارات النفسية والخلقية.

وممن يرون هذا الرأي -من علماء هذا العصر- الشيخ محمد الغزالي1 في كتابه فقه السيرة فلقد جاء فيه: إن بشرًا ممتازًا كمحمد -صلى الله عليه وسلم- لا تدعه العناية غرضًا للوساوس الصغيرة التي تناوش غيره من سائر الناس.

فإذا كانت للشر موجات تملأ الآفاق. وكانت هناك قلوب تسرع إلى التقاطها والتأثر بها، فقلوب النبيين -بتولي الله لها- لا تستقبل هذه التيارات الخبيثة ولا تهتز لها، وبذلك يكون جهد المرسلين في متابعة الترقي لا في مقاومة التدلي، وفي تطهير العامة من المنكر لا في التطهر منه، فقد عافاهم الله من لوثاته ...

عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير" 2.

ثم يقول: ولعل أحاديث شق الصدر تشير إلى هذه الحصانات التي أضفاها الله على محمد -صلى الله عليه وسلم- فجعلته من طفولته بنجوة قصية عن مزالق الطبع الإنساني ومفاتن الحياة الأرضية، وقد أورد الخازن في تفسيره القصة الأولى -أيام الرضاعة- عند تفسيره لقول الله عز وجل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015