فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» . أخرجاه.

ولهما عن سهل بن سعد - رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال يوم خيبر: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه» . فبات الناس يدوكون ليلتهم، أيهم يعطاها، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: «أين علي بن أبي طالب» ؟ . فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه فأتي به، فبصق في عينيه ودعا له فبريء كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» يدوكون: أي يخوضون.

فيه مسائل: الأولى: أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الثانية: التنبيه على الإخلاص، لأن كثيرا من الناس لو دعا إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015