وهذا المبدأ مع وضوحه وأهميته تساهل فيه كثير من الناس، وزهد فيه كثير من الدعاة، وقال بعضهم: إن الاهتمام بهذا الأصل والدعوة إليه يفرق المسلمين ويمزق وحدتهم، وحسبهم أن يقول المسلم: لا إله إلا الله بلسانه، ويصلي ويصوم، ويؤدي بقية أركان الإسلام، ولا مانع عند هؤلاء أن يكون المسلم بهذه الصفة ولو كان ينقض توحيده بدعاء الأموات والاستغاثة بهم. ولهذا- وغيره- فإن الدعوة إلى بيان توحيد الله، وتوضيح نواقضه والتحذير منها، وبيان حقيقة ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحمايته - صلى الله عليه وسلم - لتوحيد الله وتحذيره من الشرك وأسبابه من الأمور الهامة التي يجب على الدعاة الاهتمام بها، وتقديمها في دعوتهم إلى الله على كل شيء، ومن الكتب التي بينت هذه الأمور، ووضحت حقيقة التوحيد (كتاب التوحيد) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- الإِمام المجدد.
شروح هذا الكتاب:
لقد لقي كتابه هذا عناية كبيرة من العلماء، وشرحه جماعة منهم، فمن ذلك:-
(1) تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب 1233هـ.
(2) فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ 1285هـ.
(3) القول السديد شرح في مقاصد التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي 1376هـ.
كتاب القول السديد:
ومن هذه الشروح كتاب (القول السديد) للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله- وهو شرح مختصر وسهل العبارة، قد وصفه مؤلفه- رحمه الله- بقوله: