يا عتبي الحق الأعرابي فبشره بأن الله تعالى قد غفر له. ونحوه عند ابن بشكوال من حديث محمد بن حرب الباهلي قال: دخلت المدنية فانتهيت إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا أعرابي يوضع عن بعيره فأناحه وعقله ثم دخل إلى القبر فيلم سلاماً حسناً ودعا دعاء جميلاً ثم قال بأبي أنت وأمي يا ر سول الله إن الله خصك بوحيه وأنزل عليك الكتاباً وجمع لك فيه علم الأولين والآخرين وقال في كتابه وقوله الحق {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وقد أتيتك مقراً بذنبي مستشفعاً بذلك غلى ربك وهو ما وعدك ثم التفت إلى القبر فذكر البيتين وزاد بينهما:
أنت النبي الذي ترجى شفاعته عند الصراط إذا مازلت القدم
قال ثم ركب راحلته فما أشك إن شاء الله إلا أنه راح بالمغفرة. ونحوه عند البيهقي في شعب الإيمان.
[الأولى إن رده مختص بمن سلم عليه حال زياراته أم لا]
وهذه فوائد نختم بها الباب الرابع: الأولى: روينا عن أبي عبد الرحمن المقري إن رده - صلى الله عليه وسلم - مختص بمن سلم عليه حال زيارته قلت: وفي ذلك نظر لعموم الحديث المذكور فدعوى التخصيص إلى دليل لا سيما وشواهد هذا المعنى كثيرة وأيضاً كما قيل إذا جوز رده - صلى الله عليه وسلم - على من يسلم عليه من الزائرين لقبره جوز رده على من يسلم عليه من جميع الآفاق انتهى وأنشد بعضهم قوله:
الا أيها الفادي إلى يثرب مهلا لتحمل شوقا ما أطيق له حملاً
تحمل دعاك الله مني تحية وبلغ سلامي روح من طيبة حلاً
وقف عند ذاك القبر في الروضة التي تكون يميناً للمصلى إذا صلى
وقم خاضعاً في مهبط الوحي خاشعاً وخفض هناك الصدر وأسمع لما يتلى