قوله في بعض الأحاديث السالفة من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى أي الأجر والثواب فحذف ذلك للعلم به وكنى بذلك عن كثرة الثواب لأن تقدير بالمكيال يكون في الغالب للأشياء الكثيرة والتقدير بالميزان يكون غالباً للأشياء القليلة وأكد ذلك بقوله الأوفى ويحتمل أن يكون تقديره أن يكتال بالمكيال الأوفى الماء من حوض المصطفى، ويدل لذلك ما ذكره عياض في الشفاء وعن الحسن البصري أنه قال من أراد أن يشرب بالكأس فذكر الأثر المتقدم قاله شيخ الإسلام أبو ذرعه ابن العراقي قال: والأول أقرب إذ لا دليل على هذا التقدير الخاص.
وقوله عقبه أهل البيت منصوب على الإختصاص منا في قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} ، وكا في قوله عليه السلام نحن معاشر الأنبياء، والله الموفق.
في ضبط ما في حديث علي الماضي من مشكل (داح المدحوات) بالمهملة فيهما أي باسط المبسوطات وهم الأرضون وكان جل ثناؤه خلقها ربوة ثم بسطها فقال جل ثناؤه {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} وكل شيء بسط ووسع فقد دحى ولذلك قيل لموضع بيض النعامة أدحى لأنها تدحو البيض أي تبسطه وتوسعه ويروي المدحيات (وباريء المسموكات) أي خالق المرفوعات وعنى بها السموات قال الفرزدق:
أن الذي سمك السماء بنا لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
ويروي سامك بدل باري ومعناه رافع، (وجبار القلوب على فطرتها) وهو جبر العظم المكسور كأنه أقام القلوب واثبتها على ما فطرها عليه من معرفته،