“ناوليني الخمرة1 من المسجد” قالت: فقلت: إني حائض، فقال: “إن حيضتك ليست في يدك” 2.
ففي هذا الحديث دلالة على جواز دخول الحائض للمسجد وعبوره حيث إن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أخذت الخمرة من المسجد وناولتها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.3
واعترض على هذا:
بأن معناه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لها ذلك من المسجد أي وهو في المسجد لتناوله إياها من خارج المسجد لا أن ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمرها أن تخرجها له من المسجد لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في المسجد معتكفاً وكانت عائشة في حجرتها وهي حائض لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إن حيضتك ليست في يدك” فإنما خافت من إدخال يدها المسجد ولو كان أمرها بدخول المسجد لم يكن لتخصيص اليد معنى4.
3- حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياماً، فخرج إلينا
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب فقال لنا "مكانكم" ثم رجع فاغتسل، ثم خرج إلينا ورأسه يقطر، فكبر فصلينا معه5.