الْمُنكر فَفِي الْبَاب أَرْبَعَة فُصُول (الْفَصْل الأول) التِّلَاوَة وكل حرف بِعشر حَسَنَات وآدابها سَبْعَة الْوضُوء وإتقان الْقِرَاءَة وترتيبها والتدبر فِي الْمعَانِي وتوفية حق كل آيَة على مَا يَلِيق بهَا فَيسْأَل عِنْد آيَة الرَّحْمَة ويتعوذ عِنْد آيَة الْعَذَاب ويعزم على الطَّاعَة فِي آيَة الْأَوَامِر والنواهي ويتعظ عِنْد المواعظ وتعظيم الْكَلَام لِعَظَمَة الْمُتَكَلّم بِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ يسمعهُ ورؤية الْمِنَّة عَلَيْهِ فِي بُلُوغ كَلَام الْحق إِلَيْهِ فيجد لَهُ حلاوة وطلاوة ويزداد بِهِ شغفا وولوعا ودرجات عُلُوم الْقُرْآن أَرْبَعَة حفظه ثمَّ معرفَة قِرَاءَته ثمَّ معرفَة تَفْسِيره ثمَّ تَفْسِيره ثمَّ مَا يفتح الله تَعَالَى فِيهِ من الْفَهم وَالْعلم لمن يَشَاء وَإِنَّمَا يحصل هَذَا بعد تَحْصِيل الأدوات وملازمة الخلوات وتطهير الْقُلُوب من الْآفَات (الْفَصْل الثَّانِي) فِي الذّكر وَهُوَ ثَلَاثَة أَنْوَاع ذكر بِالْقَلْبِ وَاللِّسَان وَهُوَ أَعْلَاهَا وَذكر بِالْقَلْبِ خَاصَّة وَذكر بِاللِّسَانِ خَاصَّة وَهُوَ أدناها وَالذكر على نَوْعَيْنِ وَاجِب وفضيلة فَالْوَاجِب التَّلَفُّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَالصَّلَاة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرّة فِي الْعُمر وَقيل مَتى مَا ذكر والفضيلة مَا عدا ذَلِك وَهِي أَنْوَاع كَثِيرَة كالتهليل وَالتَّكْبِير وَالتَّسْبِيح والتحميد والحوقلة والحسبلة والبسملة وَأَسْمَاء الله تَعَالَى كلهَا وَالصَّلَاة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلكُل ذكر معنى وَفَائِدَة مَخْصُوصَة توصل إِلَى مقَام مَخْصُوص والمنتهى إِلَى الذّكر الْفَرد وَهُوَ قَوْلك الله وَقد قيل أَنه اسْم الله الْأَعْظَم وَلِلنَّاسِ فِي الذّكر مقصدان فمقصد الْعَامَّة إكتساب الأجور ومقصد الْخَاصَّة الترقي بالحضور وكلا وعد الله الْحسنى وَبَينهمَا مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَفرق بَين من يطْلب حَظّ نَفسه وَبَين من يطْلب مجالسة رب الْعَالمين لقَوْله جلّ وَعز أَنا جليس من ذَكرنِي على أَنه يحصل فِي ضمن ذَلِك اكْتِسَاب الأجور ونيل كل مأمول والأمن من كل مَحْذُور وَلذَلِك كَانَ الذّكر أقرب الطّرق الموصلة إِلَى الله تَعَالَى قَالَ بَعضهم من أعطَاهُ الله الذّكر فقد أعطَاهُ منشور الْولَايَة (الْفَصْل الثَّالِث) فِي الدُّعَاء وَيَنْبَغِي ملازمته لأربعة أوجه (أَحدهَا) الْأَمر بِهِ فِي الْكتاب وَالسّنة (الثَّانِي) أَنه سَبَب السَّعَادَة لقَوْله جلّ وَعز ((وَلم أكن بدعائك رب شقيا)) (الثَّالِث) لرجاء الْإِجَابَة فِي المسؤول (الرَّابِع) لإِظْهَار ذلة افتقار الْعُبُودِيَّة وَعزة قدرَة الربويية وآداب الدُّعَاء سَبْعَة الْوضُوء لَهُ وَتَقْدِيم ذكر الله وَالصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبله وَرفع الْيَدَيْنِ بِهِ والالحاح بالتكرار وَالْإِخْلَاص فَلَا يُسْتَجَاب إِلَّا لمضطر أَو مخلص والتضرع حِين السُّؤَال وَقصد الْأَوْقَات الَّتِي ترجى فِيهَا الْإِجَابَة كساعة الْجُمُعَة وَلَيْلَة الْقدر وَالسُّجُود وَبَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة وَعند قيام الصَّلَاة وَحُضُور الْجِهَاد وَالثلث الْأَخير من اللَّيْل ودبر الصَّلَوَات ومكروهاته سَبْعَة أَن يَقُول اللَّهُمَّ افْعَل لي كَذَا إِن شِئْت وتكلف السجع فِيهِ والإستعجال فِي الْإِجَابَة وَهُوَ أَن يَقُول دَعَوْت فَلم يستجب لي وَرفع الْبَصَر إِلَى السَّمَاء حِين الدُّعَاء وَالدُّعَاء على نَفسه أَو مَاله أَو وَلَده وَالدُّعَاء على أحد من الملمين وَتَخْصِيص نَفسه بِالدُّعَاءِ دون الْمُسلمين وكراهية هَذَا فِي حق الإِمَام أَشد ((فَوَائِد)) أفضل الدُّعَاء مَا ورد فِي الْقُرْآن والْحَدِيث وَقد اسْتَوْفَيْنَا فِي كتاب الدَّعْوَات والأذكار مَا ورد عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْكتب الْخَمْسَة من الذّكر وَالدُّعَاء وَمَا يتَعَلَّق بهما وَنَذْكُر