حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: ((اللهم انج الوليد بن الوليد, وسلمة بن هشام, وعياش بن أبي ربيعة, والمستضعفين بمكة, اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف)).
[أخرجه البخاري (2/ 4560) ومسلم (675) وأبو داود (1442) والنسائي (1073) وغيرهم].
وهذان قنوتان, وإن كان ظاهر الرواية أنه قنوت واحد.
فالأول: قنوته للمستضعفين بمكة.
والثاني: قنوته على مضر، وقد ساق أبو هريرة القنوتين، في حديث واحد، للدلالة على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في قنوته يدعو للمسلمين، أو يدعو على الكافرين، ويستفاد ذلك من قوله: (فلربما) قد ساقها مساق التمثيل.
ثم لا يمكن أن يكون دعاؤه للمستضعفين، ودعاؤه على مضر في قنوت واحد، لتفاوت الزمنين, فدعاؤه للمستضعفين كان قبيل عمرة القضاء، كما أفاده أصحاب السير، وقد ثبت في الأحاديث السابقة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توقف عن الدعاء لهم لما