القنوت (صفحة 62)

الترك كان البتة، وأنه لم يقنت بعد ذلك أبداً! فأخبرهم أن الترك كان لتلك الحادثة، وأن القنوت ما زال قائماً لم ينسخ، بل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت في الفجر عند النوازل إلى أن فارق، والله أعلم.

ويؤيد هذا التوفيق -الذي لا يردّه متأمّل- ما ورد في رواية الطحاوي (1458) والدارقطني (2 - 39)، أن قول أنس - رضي الله عنه -: "مازال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " كان جواباً لمن أنكر استمرار القنوت في النوازل، إذ قال السائل لأنس: "إنما قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهراً ... " أي فحسب، وانتهى الأمر، فأجابه أنس: "مازال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت ... " أي: للنوازل، ولم ينسخ بتركه مرة، فبهذا يتضح مقصود أنس - رضي الله عنه - والحمد لله.

قلت: كل هذا التوفيق بين الأحاديث عن ابن القيم، والحافظ، وما ذكرته، على فرض صحة الحديث، أما وقد بان ضعفه، فلا حاجة للتوفيق، فإن التوفيق فرع التصحيح، كما هو معلوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015