الشعاع الثاني
وجوب الاتباع وأهميته
ومهما يكن من أمر الدعاء وأهميته، فإن للاتباع السهم الأوفى، والقدح المعلى، إذ لا يقوم دين، ولا يستقيم أمر، ولا تصلح طاعة، ولا تقبل عبادة، إلا بالاتباع، بعد حسن النية والإخلاص.
قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
قال أهل العلم: لا يكون العمل صالحاً حتى يكون مطابقاً هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ما يعبر عنه أحياناً: بالسنة والاتباع، وإذا لم يكن صالحاً فالعمل مردود، ولو كان صاحبه ذا نية حسنة.
فحقيق -إذاً- أن نكرر هذا الموضوع ونؤكده، ونبين معالمه ونفصله؛ لما له من الأهمية الكبرى.
قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُون} [الأنعام: 2].