القنوت (صفحة 16)

والدعاء شكاية عند قويّ لا يُقهر، وقدير لا يعجز، وغنيّ لا يبخل.

وفي الدعاء يشعر القانت بلذة المناجاة، وأنس القرب.

فمن ذاق عرف، ومن لم يذق جهل وأنكر.

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

{فَإِنِّي قَرِيبٌ}: بلا وسيط، ولا حاجب، ولا مانع، ولا حاجز.

{أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} بلا شرط، إلا شرط الاستجابة؛ ليجيب.

{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} كي أستجيب لهم {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: 40].

وشرط الإيمان ليؤمن {وَلْيُؤْمِنُوا بِي} كي أؤمّنهم، وأُرشدهم، وأهديهم.

واعلم -رحمني الله وإياك-:

أن التقصير في الدعاء جفاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015