والدعاء شكاية عند قويّ لا يُقهر، وقدير لا يعجز، وغنيّ لا يبخل.
وفي الدعاء يشعر القانت بلذة المناجاة، وأنس القرب.
فمن ذاق عرف، ومن لم يذق جهل وأنكر.
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
{فَإِنِّي قَرِيبٌ}: بلا وسيط، ولا حاجب، ولا مانع، ولا حاجز.
{أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} بلا شرط، إلا شرط الاستجابة؛ ليجيب.
{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} كي أستجيب لهم {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: 40].
وشرط الإيمان ليؤمن {وَلْيُؤْمِنُوا بِي} كي أؤمّنهم، وأُرشدهم، وأهديهم.
واعلم -رحمني الله وإياك-:
أن التقصير في الدعاء جفاء.