يا بنيّ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((سيكون قوم يعتدون في الدعاء)) فإياك أن تكون منهم، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها، وما فيها من الشر".
[أخرجه أبو داود (1480) وغيره، وسنده حسن].
وبهذا يُعلم خطأ كثير من الأئمة، الذين يُفصلّون في دعائهم، ويشقّقون فيه، ويطيلون، وربما يصرخون ويحطحطون، فيُخشى أن تكون هذه الأفعال من الاعتداء في الدعاء، الذي يكون سبباً في تأخر الاستجابة، أو منعها، والله المستعان.
قال سبحانه: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].
ثم إن في الإطالة والتشقيق مفاسد غير ما ذكرنا.
منها: إدخال الملل والمشقة على كثير من المأمومين، ولقد شكا كثير منهم ذلك.
ومنها: أن يسقط الداعي في ألفاظ وأدعية خاطئة، وهناك أمثلة كثيرة ليس هاهنا محل ذكرها.
قال النووي في المجموع (3 - 499):