غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، ولا تدري نفسي بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله" (?).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في حديث جبريل المشهور: "خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} " (?) الحديث.
والنصوص في هذا المعنى كثيرة وهي دالة على اختصاص الله عزَّ وجلَّ بعلم الساعة، وترد على من زعم أن غير الله يعلم الغيب، فما دام أن الله قد حجب علم الساعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فغيره ممن هو دونه من باب أولى.
وبهذا يتضح فساد عقائد بعض الناس الذين يقولون: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم الغيب وإن من علومه علم اللوح والقلم، وهو قول باطل مصادم للنصوص السابقة من الكتاب والسنة، وإنما بنوا عقائدهم هذه على أوهام وظنون فاسدة.
قسم العلماء أشراط الساعة بثلاثة اعتبارات:
الإعتبار الأول: خروج الأشراط.
الإعتبار الثاني: مكان وقوع الأشراط.
الإعتبار الثالث: في نفس الشرط من حيث كونه مما اعتاده الناس أم لا.
* الإعتبار الأول: زمان خروج الأشراط:
قسم العلماء الأشراط باعتبار زمان خروجها إلى ثلاثة أقسام: