وكأنه والله أعلم يأتي ببعض الأحاديث الطوال فيذكر ما فيها من دون ذكر لأصلها، وإذا انتهى من حديث ذكر الآخر؛ ولذلك تكرر ذكره لبعض الأشراط مرارًا.
ومن أهم تعاليقه التي ذكرها رده رحمه اللهُ على من زعم أن باستطاعته معرفة وقت الساعة بواسطة علم الحروف. وقال: إن ذلك مما حجبه الله عن الأنبياء فكيف بمن هو دونهم؟ ! وهذا كلام عظيم من السخاوي نستأنس به في الرد على من زعم علم النبي - صلى الله عليه وسلم - لوقت الساعة. وسيأتي لذلك مزيد بيان إن شاء الله في المباحث التالية.
وقد يظن الناظر في الكتاب لأول وهلة أنه إنما يتحدث عن أشراط الساعة الخمسة الكبرى وهي الدجال، ونزول عيسى، والدابة، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها. ولكنه إذا أمعن النظر يجد أنه لم يترك علامة من علامات الساعة ولا شرطًا من أشراطها الصغرى والكبرى إلا ذكره تقريبًا، وهذا يدل على أن الكتاب شامل لكل أشراط الساعة مع اختصاره ووجازته.
إن موضوع الكتاب موضوع مهم وهو موضوع كما يقال: خصب، أي: أن النصوص الشرعية فيه كثيرة جدًّا فالقرآن مليء بذكر اليوم الآخر وذكر مقدماته وكذلك السنة مليئة بذكر الساعة وأشراطها ولذلك كثرت المؤلفات فيه وأكثرها تعتمد في ذلك الأحاديث الواردة في هذا الباب.
وقد تنوعت أسماء الكتب المؤلفة في هذا الباب، فبعضهم سمى كتابه: كتاب الفتن، وبعضهم: الفتن والملاحم، وبعضهم: أشراط الساعة، وبعض العلماء أفرد بعض الأشراط بالتأليف كمن تحدث عن نزول المسيح فقط أو المهدي أو الدجال.