أما الأحوال الإقتصادية فإنها كانت غير مستقرة وهي مرتبطة بصلاح السلطان ومدة حكمه، وقد أصاب البلاد فترات من الغلاء العام كما حدث ذلك في سنة 892 هـ (?).
وكذلك وقع في ذلك الزمان بعض الأوبئة العامة كالطاعون الذي حدث في القاهرة سنة 848 هـ بحيث كان يخرج باليوم الواحد ما يزيد على الألف.
وفي سنة 897 هـ وقع طاعون عام لم يسمع بمثله حتى قيل: إن ربع أهل الأرض ماتوا به (?).
هذه أهم مظاهر الحياة الإجتماعية في ذلك العصر، ولعل ما أصاب أهل مصر في ذلك الزمان لم يكن خاصًّا، بل هو عام في شتى الأقاليم الإِسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كانت مصر في أيام المماليك تعتبر دولة إسلامية قوية بالنسبة لجاراتها، ولذلك فقد قصدها العلماء وطلاب العلم من كل مكان، وقد كان لتشجيع بعض سلاطين المماليك للعلم وأهله دور هام في النهضة العلمية التي حصلت في مصر في ذلك الزمان، فقد سقطت بغداد ولم يعد للدولة العباسية وجود إلا في مصر وهو وجود اسمي فقط، والعلم يتبع عادة المراكز القوية؛ ولذلك رحل العلماء وطلاب العلم إلى مصر معلمين ومتعلمين، وقد اعتنى السلاطين ببناء المدارس وأجروا الأوقاف عليها وعينوا المعلمين وأجروا لهم الرواتب ولذلك نشطت حركة التعليم والتأليف في ذلك العصر، وشهد ذلك العصر علماء أجلاء أمثال ابن حجر