المقدم: الأمر الرابع في فهم القرآن: إدراك مقاصد القرآن، ونحن نقول: ما معنى مقاصد القرآن؟ ثم بعد ذلك ندرك هذه المقاصد.
الشيخ: مقاصد القرآن، القرآن له مقاصد أرادها دل عليها القرآن {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [إبراهيم:1] إذاً: دلت الآية صراحة على أن إخراج الناس من الظلمات إلى النور أعظم مقاصد الشرع، وأعظم المطالب إيجاد مجتمع مسلم له قيمه العظيمة التي يقوم بها ويؤمن بها ويعتمد عليها، ويشيعها في الناس، قال الله تبارك وتعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة:129]، فتزكية الناس وتعليمهم مقصد شرعي عظيم للقرآن.
نبذ الشرك ورد المظالم والبعد عن تعظيم أحد تعظيماً يخرجه عن الحد الشرعي، كل ذلك جاء الشرع به، في المساجد يقول الله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:18]، وفي آية أجمع يقول الله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} [البقرة:256].
وفي قضايا العقائد يقول: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [الأحقاف:5].
ومن عظيم مقاصد القرآن كذلك تأسيس مجتمع يكون له ولي أمر مسلم له بيعة في الأعناق، وله طاعة وله سمع، {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59]، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]، {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء:83].