أما التعامل مع ذوي الفضل، فيقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود بإسناد حسن من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه وأرضاه: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم).
فمن بلغوا في السن مبلغاً وشابوا لهم حق يعرفه من يعرف الفضل، والنبي عليه الصلاة والسلام: (إنما يعرف الفضل لأولي الفضل أولو الفضل).
وقال صلى الله عليه وسلم في الإكرام: (من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)، فولاة أمر المسلمين لهم حق، فإكرامهم من إجلال الله جل وعلا، ومن من الله جل وعلا عليهم بالقرآن كأئمتنا في الحرمين وأمثالهم ممن حفظوا القرآن ونفع الله بهم البلاد والعباد فإكرامهم من إجلال الله، والرجل الكبير كما قلت ينبغي إكرامه.
كما أن الضعفاء لهم حق الإكرام، وأعود لبيئة المطارات، فأقول: أحياناً في الباصات التي تنقل الناس من الصالات إلى المطارات.
يوجد نساء كبيرات في السن أو شابات صغيرات في الباص، فبعض الرجال عفا الله عنا وعنهم يزاحمون في المقاعد وهي محدودة؛ والأصل في مثل تلك الباصات الوقوف، لكنهم يأتون ويجلسون مع أن الشركات المتبنية لهذه الباصات اكتتبت ألواحاً مكتوباً عليها: (هذا خاص بالنساء وخاص بكبار السن) لكن البعض يغلب عليه حب الذات من غير أن يشعر، فعندما يأتي إلى هذه الأماكن لا يفكر بشيء إلا في نفسه، فيأتي ليجلس وهو يرى المرأة واقفة رافعة يديها تخاف أن تسقط.
وهذا لا ينبغي لرجل شهم أن يفعله؛ لكن عندما تغيب بعض آداب الدين ويغلب على الإنسان النظرة الذاتية لمن حوله، يحدث هذا النوع من التعامل؛ نسأل الله العافية.