المقدم: يا شيخ صالح: قبل أن أخرج من موضوع الصبر تعلم ويعلم المشاهد الكريم ما قد آلمنا كثيراً والله، وهو نبأ الحادث الذي تعرض له الأستاذ ياسر شعبان، فنعزيه نيابة عن فريق العمل: أصالة عن نفسي؛ باعتبار أنني أحد التلاميذ الذين تتلمذوا عليه في مجال العالم، وأنقل لك أخي الكريم أيضاً: تعازي الإخوة والأخوات على منتدى القطوف الدانية، وأترك المجال لكم أيضاً يا شيخ صالح إن كنتم تريدون أن تقولوا شيئاً.
الشيخ: للتعريف الأستاذ ياسر شعبان هو أحد المخرجين الفضلاء في هذه القناة المباركة، وقد عملت معه -وفقه الله وشافاه وعافاه- في برنامج مجمع البحرين وغيرها من البرامج، وقد ابتلي بفقد زوجته وابنته، وقد دفنتا عندنا في المدينة في بقيع الغرقد، ولعل هذا من رحمة الله جل وعلا بهما، ذلك أن الدفن في المدينة له منقبة؛ من وجه أن أهل بقيع الغرقد هم أول من تنشق عنهم القبور بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.
والأستاذ ياسر الآن في المستشفى وفق ما علمت من الأستاذ وليد والإخوة الفضلاء الذين وقفوا معه وقفة مشرفة سواءً من زملائه في القناة هنا، أو من إدارة القناة عموماً.
والذي يعنينا أن نقول لأخينا الكريم: نبلغك تعازينا وتعازي كل محب، ثم لا نستطيع أن نقول لك: إلا أن تصبر وتحتسب، والله جل وعلا إذا أراد بعبد خيراً أصاب منه، كما صح بذلك الخبر، وما عجل الله جل وعلا للصابرين لا يمكن أن يتصوره أحد، {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10].
وعند ملاقاته جل وعلا يجد الإنسان تلك العطايا الربانية، والمنح الإلهية، وأشد الناس بؤساً في الدنيا إذا غمس غمسة واحدة في الجنة يقول: لم أر بؤساً قط، فالحمد لله على ما مضى من عافية، والحمد لله على من استقبل من عطاء، والحمد لله على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل النار.
ونحن إخوتك يا أستاذ ياسر وزملاؤك؛ إخوتك في الإسلام، وأخوتك في العمل ومحبوك، نسأل الله جل وعلا أن يعينك ويرزقك الصبر، ويمن عليك بالشفاء، ويغفر لزوجتك، وأن يجعل ابنتك فرطاً لك في الجنة؛ كونها ماتت صغيرة، والله خير من يعين على الصبر، ويثيب عليه.
المقدم: وأيضاً: وصلت الآن وخلال بث الحلقة قصيدة من الأخ محمود الشنقيطي يهديها نيابة عن كل أعضاء الموقع، وعن مقدمي البرنامج وعن أسرة العمل كاملة، يقول في أبياتها: يا ياسراً لست الوحيد الحزن كدر صافيه لكنّ حولك إخوة تحت القطوف الدانية ذاقوا كما ذقت الأسى فسل الدموع الجارية فلك التعازي منهم ولك الرضاء والعافية والله نسأل رحمة بحبيبة لك غالية أما الصغار فإنهم طير الجنان العالية والله يعلم أننا من بعد وقع الداهية لعبت بنا الأحزان حتـ ـى لم تذر من باقية لكننا سنقول قولاً لذوي القلوب الراضية فجميعنا ملك الإله والفضل منه عارية فهو الحكيم إذا قضى تلك العقيدة كافية في كل ما هو كائن حكَم لربي خافية ثم الصلاة على الذي زكى النفوس الراضية والآل والأصحاب ما بدت النجوم الزاهية.
إن لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا جميعاً، واخلف لنا خيراً منها.