وقد ورد فيما ذكره الذهبي في السير: أن عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه كان يصعد إليه الحسن أو الحسين -ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي والحسين صغير، فكان يرى النبي عليه الصلاة والسلام على منبره، أي: أن الحسين يرى جده صلى الله عليه وسلم على منبره، ثم تولى أبو بكر، ولم يمكث أبو بكر إلا سنتين وبضعة أشهر، فجاء عمر - فكان الحسين أحياناً يصعد إلى المنبر وعليه عمر ويمزح بطفولته وبراءته ويقول: انزل عن منبر جدي، فيضع عمر رأسه على شعر الحسين ويقول: ما أنبت الشعر على رؤوسنا إلا أنتم -أي: أن الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم الذين منهم الحسين هو سبب عز العرب، وعز أهل الإسلام كلهم- هذا مقصود عمر والمقصود: أن هذه الروايات الصحيحة الثابتة في ذلك المجتمع تبين ذلك الإخاء الذي كان بين آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أصحابه رضوان الله تعالى عليهم.